عندما نخالط مجتمعات أخرى يسهل علينا ملاحظة الاختلاف في العادات ، فنكتشف عادات جيدة نحتاج لتطويرها والمحافظة عليها وعادات غير سليمة نحتاج لتغييرها أو التقليل منها تدريجياً لأن بعض العادات يصعب تغييرها .
يقول أخصائي التغذية علي بن ماضي المجول ، طالب الدكتوراة في التغذية الاكلينيكية في استراليا :
يحدد الدين والتقاليد والموضة ونمط العمل والعادات الاجتماعية ومستوى التعليم عادات التغذية عند الأفراد. من هذه العادات الجيد والصحيح ومنها الضار وغير المفيد. وسأتناول بإيجاز بعض العادات الغذائية الخاطئة التي نلاحظها في المجتمع السعودي والتي لها تأثير مباشر على صحة الإنسان:
§ تقديم الأطعمة الدسمة وبكميات كبيرة في معظم مناسباتنا المعتادة كالأعياد والأفراح والمناسبات الأخرى، ويلتزم الضيوف بتناول هذا النوع من الوجبات رغم اختلاف حالاتهم ففيهم الصغير وكبير السن ومريض السكر ومريض القلب وضغط الدم ومريض السمنة ونحوهم لكن المجاملات والعادات تجعلهم يقدمون على تناول ما قد يضر بصحتهم ويخالف تعاليم ديننا الحنيف في قوله تعالى " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" وقوله صلى الله عليه وسلم " بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه"
§ تناول الوجبات السريعة: نلاحظ في السنوات الأخيرة انتشار مطاعم الوجبات السريعة بشكل كبير مع ازدياد إقبال أفراد المجتمع السعودي على استهلاك هذا النوع من الوجبات رغم مضارها على الصحة فهي تحوي كميات كبيرة جدا من الطاقة ولا توفر العناصر الغذائية الضرورية لصحتنا كما أن تناولها بين الوجبات يقلل الشهية لتناول الوجبات الأساسية والتي تمدنا بالعناصر الغذائية المهمة.
§ قلة تناول الخضراوات والفواكه الطازجة والتي تعتبر المصدر الأساسي لبعض الفيتامينات والعناصر المعدنية الضرورية للنمو والوقاية من الأمراض. وهذه من العادات التي نلاحظها في مجتمعنا فقليلا ما نرى الخضراوات والفواكه في وجباتنا الأساسية.
§ عدم تناول وجبة الإفطار والتي تعتبر ذات أهمية بالغة لأنها تتكون من أطعمة تحوي عناصر غذائية هامة يصعب تعويضها في الوجبات الأخرى كالحليب والأجبان والبيض ونحوه. وقد اصبح إهمالها عادة منذ الصغر فطلاب المدارس يبدءون يومهم الدراسي دون أن يتناولون هذه الوجبة إما لأنهم يستيقضون متأخرين مما لا يمكنهم من تناول الإفطار أو قد لا تهتم الأم بإعدادها مبكرا حتى أصبحت عادة في الدراسة وفي الإجازة وعند الصغار والكبار.